في قلب الليل..فقط..
نفكر بصوت عالي..
نبحث داخلنا عن كثير من المخاوف المتواجدة فينا منذ مئات الايام..
نفتش عن منطقنا المغلف بأشرطة كاذبة نلصقها عليه نهاراً..
نرحل نحو واقع نعيشه فعلا..لكننا مجبرين على نكرانه غالباً..
مزعجٌ هو الليل فعلا..
ومزعجة لحظاته التي لا تنتهي احيانا..
مثير للغضب سواده الحالك..وصمت جدرانه..وخيالات السقف فيه..
محبط للفرح هدوء امكنته..من البشر والكائنات..
وحدها المحبرة تستفيد من الليل..
وحدها تستغله افضل استغلال..وتتعامل معه كما يستحق منها..
وحدها قادرة على الانتصار عليه..والتغلب على عتمته وظلامه..
قد يحب القلم الورق الابيض..
وقد تنسكب الكلمات على السطور الفارغة..
لكن وحده الليل فقط قادرٌ على جعل الذاكرة تنوء من وجعها..وترتمي على الصفحات الصامتة..
حتى حين يكون الليل اسودا ..ومزعجا..
يكون محرضاً لأي حبر..ولأي قلم وقلب...
حتى حين يكون الليل طويلا..ومليئا بالسكون اللا نهائي..
تكون الذاكرة منتظرة ان تتساقط مثل اوراق الشجر على ارض الخريف..
..
..
ربما تعب الليل مني ..من كثرة ما عشت معه..
ربما تعبت اوراقي من العتمة الملازمة لها..
ربما تعبت حتى ذاكرتي من صمت الأمكنة التي اسكنها وتسكنني..
حتى محبرتي..
اظنها ملت مني..كوني لا الجأ اليها..إلا حين سكون يحتل كل مساماتي..وكل جدراني..